السبت، 28 سبتمبر 2013

هكذا كان بوتفليقة يعتبر نفسه من "رعايا" الملك الراحل الحسن الثاني

هكذا كان بوتفليقة يعتبر نفسه من "رعايا" الملك الراحل الحسن الثاني
ما فتئت علاقة الملك الراحل الحسن الثاني بالرؤساء الجزائريين الذين تعاقبوا على حكم بلادهم، خاصة علاقته بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تُغْري الكثيرين من مراقبين ومحللين وإعلاميين، كما لا تزال يُسكَب من أجل مناقشة أسرارِها المدادُ، وتُفرَد لسبر أغوارها البرامجُ التلفزية، وذلك بالرغم من رحيل العاهل المغربي عن الدنيا قبل سنوات عدة، ومرض الرئيس الجزائري الذي لازم جسده العليل منذ 2005.
وفي هذا السياق سلطت أخيرا إحدى حلقات برنامج "بدون تنازلات"، الذي يقدمه الإعلامي الفرنسي فيليب روبيشون، على قناة Berbere TV، الضوء على تفاصيل من الحياة السياسية للرئيس بوتفليقة، وخاصة فيما يتعلق بخلفيات وأسرار علاقته مع الملك الراحل الحسن الثاني.
الصحافي الجزائري الفرنكوفوني محمد سيفاوي، مؤلف كتاب "بوتفليقة: عرابوه وخُدامه"، كشف في هذا البرنامج عن التحليل النفسي للمواقف والمشاعر التي كانت تمور في أعماق بوتفليقة إزاء الملك الحسن الثاني خاصة، وذلك انطلاقا من معايشته عن كثب لشخصية بوتفليقة.
الكاتب الجزائري قال إن شخصية بوتفليقة لم تخْلُ من تناقضات وتعقيدات "المرض النفسي"، فقد كان الرجل "مغربيا أكثر من المغاربة أنفسهم، ولكنه في الوقت ذاته كان يكره الراحل الحسن الثاني، وبعده ابنه الملك محمد السادس"، مستدلا بالعبارة التي كان يدبجها في مراسلاته للملك حيث كان يختمها بعبارة "خادمكم.. بوتفليقة".
وتابع سيفاوي بأن بوتفليقة لم يكن يعتبر نفسه مواطنا جزائريا، بقدر ما كان يعد نفسه أحد "رعايا" الملك الحسن الثاني، قيد حياته، معتبرا أن الرئيس الجزائري طالما كان معجبا بشخصية العاهل المغربي، علاوة على أنه كان أكبر منه سنا، وخبرة سياسية حيث سبقه إلى ولوج الصف الأول من النخبة السياسية.
وعرج ضيف البرنامج إلى مسألة ثانية يستدل من خلالها عن علاقة الرئيس الجزائري "الخاصة" بالملك الراحل، وتتعلق بيوم جنازة الحسن الثاني، حيث شوهد بوتفليقة وهو يضع كلتا يديه على نعش الملك في الطريق إلى الدفن، محللا هذا التصرف بأن الرجل بدا كأنه يتألم من موت ملك اعتاد على خوض معارك سياسية مع بلده.
وزاد المحلل بأنه في العمق كان بوتفليقة يحلم دوما بأن يحادث الملك الراحل الحسن الثاني بدرجة "متساوية" باعتبارهما معا رئيسان لدولتين، غير أن هذا "الحلم" لم يتحقق لبوتفليقة الذي جاء رئيسا لبلاده في أبريل 1998، وكان قد ضرب موعدا للقاء العاهل المغربي في شتنبر 1999، بيِْد أن القدر لم يمهل الحسن الثاني كثيرا، إذ غادر الحياة في أواخر يوليوز 1999.
ورأى سيفاوي في حركة يدي بوتفليقة، وهو "يدفع" بيديه معا نعش الحسن الثاني إلى مثواه الأخير، انعكاسا نفسيا دفينا لما كان يحس به الرجل وقتها، فقد شعر الرئيس الجزائري كأنه أخلف موعدا هاما في حياته السياسية، وبات يندب حظه الذي لم يتح له لقاء الملك.
وانتهى الصحفي الجزائي إلى خلاصة مفادها أن علاقة بوتفليقة مع خلف الحسن الثاني، الملك الحالي محمد السادس، ليست سوى إسقاطات نفسية وسياسية وعلائقية لما حصل له مع والده الحسن الثاني، حيث صار يتصرف مع محمد السادس كما كان يتصرف الحسن الثاني معه".

هسبريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق