الاثنين، 8 أبريل 2013

الأمير هشام يتصور المغرب بعد 'ثورة الكمون' عام 2018





في مقال يعبر عن رؤية استشرافية للمستقبل القريب، يبسط الأمير هشام ابن عم الملك محمد السادس، تصوره للمغرب بعد قيام "ثورة الكمون". وفي المقال الذي نسجه صاحبه بأسلوب أقرب إلى أسلوب كتابات الخيال العلمي، يتصور الأمير الذي يوصف بـ "الأمير الأحمر" نفسه عائدا إلى المغرب ذات يوم خميس 8 فبراير من عام 2018 مباشرة بعد نجاح الثورة.

ينطلق الأمير في مقاله الذي يحمل عنوانا شاعريا هو "المغرب الآخر"، في تصوره لدوره كأمير في المغرب يقوم ببلور (قراءة) للأمور، "يقول ويكرر لمن يريد سماعه وخاصة لمن لا يريد الإنصات إليه: هذا ماذا تعلمت من المغرب".

وفي مقاله التخيلي، الذي نشر بمجلة (Pouvoirs) الفرنسية في عددها الذي صدر يوم 8 أبريل بباريس، يحاول الأمير أن يجيب عن أسئلة ظلت معلقة من قبيل، مستقبل: الملكية، الإسلام السياسي، الاقتصاد، الهجرة، العلاقة بين الأجيال، والعلاقة بين الحداثة والتقاليد... كل ذلك في مغرب جديد، مغرب يخرج لتوه من "قاعة الانتظار" بعد قيام "ثورة الكمون"، نسبة إلى التعبير المغربي المتداول الذي يصف المغاربة بأنهم "كامونيين"، أي مثل "الكامون"، نوع من التوابل التي لا تزكي رائتحها إلا بعد فركها قويا.

إنه المغرب المتخيَّل، كما رآه ابن عم الملك خلال خمس سنوات فقط. يبدأ الأمير بتصور أعضاء المجلس التأسيسي المخول لهم كتابة الدستور الجديد، وتتضمن اللائحة من بين أعضاءها محمد بن سعيد أيت يدر، نبيلة منيب، عبد الرحيم برادة، عبد اللطيف اللعبي، كريم التازي، رقية المصدق، أبو بكر الجامعي...

مقال الأمير بني على فكرة عودته هو إلى المغرب، والتي حددها في إطلاق مشروع مدينته الخضراء التي طرح مشروعها عام 2002، والتي سيكتشف بعد قيام "ثورة الكمون"، أن من كان وراء عرقلة مشروعه هو القصر نفسه، ويفصح الأمير عن ذلك بالقول أنه توصل بعد ذلك إلى قناعة تقول بأنه "يجب أن يكون المرء مغفلا ليثق في خرافة الأمير الطيب والبطانة السيئة، أو ملك الفقراء الذي يحيط به الانتهازيون الساعون لجمع المال ولكن دون علمه...".

وفي تصور الأمير ستلعب الصحراء دورا حاسما، إذ يروي الأمير أنه "عندما انطلقت الاضطرابات التي زعزعت السلطة في المغرب، اكتشف الجزائريون والصحراويون أن مشكل الصحراء أصبح عائقا أمام الديمقراطية وعائقا أمام التنمية للجميع". وداخليا تحولت البيعة داخل مدينة العيون (كبرى حواضر الصحراء) "من عقد متبادل بين طرفين، يتم عبر التفاوض و يمكن الطعن فيه وربما الرجوع عنه إن اقتضى الحال، إلى خضوع شامل من طرف للطرف الآخر، وخاصة بعد مراسيم بيعة 1979 بمدينة العيون.

لكن بعد "ثورة الكمون" ستصبح البيعة في تصور الأمير "ولاء لوحدة الوطن وللأمة ممثلة في رمزها وهو الملك الذي لم يبق وحده فوق فرسه"، على حد تعبير الأمير. كما أن "مصاريف القصر أصبحت تناقش كل عام في البرلمان"، وحتى البروتوكول طاله التغيير رأسا على عقب واختفي تقبيل اليد. أما القصور الملكية فتحولت إلى "متاحف ومستشفيات وجامعات"، و"الجيش أصبح تحت مسؤولية وزير مدني وتقلص حجمه". وعلى مستوى المشهد السياسي يتصور الأمير جماعة "العدل والإحسان"، وقد تحولت إلى "حزب سياسي ونالت رضا الكثير من الناخبين ليس لأسباب دينية بل لأنها امتلكت الشجاعة لتقاوم ملكية متعسفة".

ومن بين أولى قرارات حكومة ما بعد الثورة عام 2018، يتصور الأمير أن قرار الحكومة الأول هو "تأميم بعض القطاعات الاقتصادية"، وبفضل الأجواء التي خلقتها الثورة سيعلن عن "أول شريحة الكترونية مصنوعة في المغرب"، كعنوان للتقدم الذي أحرزه المغرب بفضل الجو الديمقراطي الذي أصبح يعيش فيه.

ومن أجل تحقيق عدالة اجتماعية، كأحد أهم أهداف الثورة سيتم إقرار إصلاح زراعي يحاول علاج 50 سنة من سرقة الأراضي الفلاحية، على حد تعبير الأمير.

مقال الأمير، الذي سيثير الكثير من الجدل، وربما النقد على صاحبه، يلخص إلى التذكير بحدس صامويل هانتينكتون عن المأساة التي يعيشها أي ملك يمارس حكما مطلقا ويحاول إصلاحه فتكون إرادته ضعيفة، لأنه على وعي أن إصلاحات الحكم المتسلط ضرورية لكي يستطيع البقاء في المستقبل ولكنه في نفس الوقت عليه أن ينسف جزءا من سلطته، وهذا ما حصل للملك محمد السادس خلال الربيع العربي حيث راوغ لكي يضعف و يذوِّب حركة 20 فبراير بدل أن يعززها ويعمل على تحديث العقد الاجتماعي بين العرش والشعب.

عن لكم. كوم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق