الأحد، 28 أبريل 2013

الأكراد.. "أكبر أمة" بلا دولة


  الأكراد ,   بغداد والأكراد ,   صدام حسين ,   حملة الأنفال

في قلب الشرق الأوسط، ينقسم الأكراد ما بين 4 بلدان هي العراق وإيران وتركيا وسوريا ويشكلون أكبر جالية أجنبية في أوروبا، ليضحوا بذلك "أكبر أمة" على وجه البسيطة بلا دولة.


لا يعرف أحد الرقم الفعلي للأكراد، ففي غياب إحصاءات رسمية لهم في معظم الدول التي يعيشون بها، تتسع الفجوة في التقديرات ما بين 20 و40 مليون كردي.

لكن تشير التقديرات الأكثر رجاحة إلى وجود 15 مليون كردي في تركيا و7 ملايين في إيران وما بين 1 و 2 مليون في سوريا منهم نحو 800 ألف لا يتمتعون بالجنسية السورية.

أما في العراق، فعددهم 5،3 ملايين طبقا للحكومة الإقليمية لكردستان و4،3 ملايين طبقا لحكومة بغداد. ويقول الأكراد إن تقليل عددهم يتيح لحكومة بغداد تخفيض الميزانية المخصصة للأقاليم الكردية، والتي تحدد وفقا لتعداد السكان.

الغالبية العظمى من الأكراد من المسلمين السنة بنسبة 70 بالمائة. أما المسيحيون من الأكراد فهم من الكاثوليك والكلدانيين والأشوريين والسريان ويتحدثون اللغة الآرامية.

أما الأكراد اليهود فهاجروا ما بين عامي 1949 و1950 إلى إسرائيل، أستراليا والولايات المتحدة.

ويعتبر إقليم كردستان العراق، وهو كيان اتحادي في العراق وفقا للدستور العراقي الجديد ورئيسه الحالي هو مسعود برزاني، من أكثر المناطق الواعدة اقتصاديا واجتماعيا في الشرق الأوسط حيث فضلا عن غناه بالنفط يتميز بالتعددية والانفتاح على الأديان والأفكار السياسية المختلفة.

لكن كردستان العراق عانى الكثير من المأسي المتلاحقة، وكان أبرزها ضرب قوات صدام حسين لمدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية عام 1988 مخلفا ما بين 5 إلى 10 آلاف قتيل.

وفي إطار ما عرف باسم "حملة الأنفال" (1986-1989)، قام علي حسن المجيد، ابن عم صدام حسين، والشهير باسم "علي الكيماوي" لاستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد الأكراد، بإزالة أكثر من 4 آلاف قرية كردية من على الخارطة وردم منابع للمياه بالأسمنت المسلح وتلويث المياه الجوفية ومساحات شاسعة من الأراضي.

ويقدر عدد ضحايا هذه الحملة بنحو 185 ألف شخص.

لكن عندما يتحدث أهالي كردستان العراق عن أرضهم يذكرون مواطن الجمال فيها.

"كردستان هي جزء لا يتجزأ من العراق لكن ما أن تطأ قدم الانسان أرضها حتى ينتابه شعور أنه في بلد آخر"، هكذا يتحدث الصحفي الكردي كمال طه عن موطنه.

 ويردف:" تملؤها الخضرة والجبال والوديان والأنهار والشلالات وعيون الماء.. تسحرك بطقسها الجميل المعتدل وبساطة وطيبة أهلها الذين تراهم يتفاخرون بتاريخهم وأصولهم وانتمائهم للقائد صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من أيدي الصليبيين".

ويشدد على أن"الأكراد شعب كريم مضياف ورغم أن أغلبهم لا يجيد التحدث بالعربية بطلاقة وينطقونها بطريقة مضحكة ومليئة بالأخطاء جعلت باقي العراقيين يتندرون منها، إلا أنهم يستقبلون الغريب بحفاوة بالغة".

ويستمر مؤكدا أن "التعامل مع الشعب الكردي بسيط جدا ويكفي أن تحفظ عبارة (جوني كاكا؟) التي تعني كيف حالك يا أخي؟ وبعض الكلمات الأخرى لتلقى كل كلمات الترحاب والقبول عندهم".

ويشير إلى أن "ملابس الأكراد أيضا تختلف عن باقي الملابس في مدن العراق الأخرى. فنحن نرتدي القميص وسروالا فضفاضا وسترة تتقاطع من الأمام فوق البطن ومطوية في السروال ويلف الكردي حول خصره قطعة طويلة من القماش يبلغ طولها ما بين 4 إلى 5 أمتار ويضع على رأسه العمامة وهي إما باللونين الأحمر والأبيض أو الأسود والأبيض".

ويزيد:"أما المرأة الكردية فملابسها زاهية مزركشة، وأبرز ما يميزها هو الرداء الملون اللماع الفضفاض الطويل.

والنساء الكرديات يعشقن الذهب وإذا كانت إحداهن لا تملك ذهبا فإنها تستأجره من الصائغ لحضور المناسبات أو تشتري حليا غير حقيقية تحاكي الذهب لأن المرأة الكردية تخجل من أن تذهب إلى حفلة أو عرس او مناسبة دون أن تكسو نفسها بالحلي الذهبية.

لهجات متعددة


ويوضح كمال أن اللغة الكردية تختلف من مكان إلى أخر فالكرمانجية نجدها في محافظة دهوك (شمال) والسورانية في محافظتي أربيل والسليمانية (وسط) والكرمانشاهية في الجنوب".

وينهي غزله في موطنه قائلا "إنها فردوس، جنة، روضة من رياض الله، حتى الفاكهة فيها لها مذاق ألذ من أي مكان آخر".


المصدر:سكاي نيوز عربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق