حطمت جبهة البوليساريو الأرقام القياسية في اطلاق التهديدات بشن حرب ضد الجيش المغربي المتمركز في الصحراء المغربية ، وهي تهديدات لم تستطع الجبهة تجسيدها على أرض الواقع لأسباب ذاتية و أخرى موضوعية يمكن اجمالها في مايلي :
1) هناك اتفاق لوقف اطلاق النار بين الجانبين باشراف أممي ، وهناك مسلسل للسلام ترعاه الأمم المتحدة . وتحاول جبهة البوليساريو تجنب استفزاز الأمم المتحدة ، و تجنب وضع نفسها أمام مسؤولية خرق وقف اطلاق النار و اجهاض مسلسل التسوية السلمية .
.
2) قرار الحرب ليس في يد جبهة البوليساريو التي لا تعدو أن تكون دمية مسخرة من طرف جنرالات الجيش الجزائري . قرار الحرب في يد هؤلاء الجنرالات المتحكمين في كل صغيرة وكبيرة على مستوى قضية الصحراء المغربية والعلاقات مع المغرب بشكل عام .
3) يدرك جنرالات الجيش الجزائري أن مغرب الألفية الثالثة ليس هو مغرب السبعينات والثمانينات ، وأن أي هجوم قد تقوم به جبهة البوليساريو انطلاقا من الأراضي الجزائرية سيتم الرد عليه بكل حزم بما في ذلك التوغل داخل الأراضي التابعة للنفوذ الجزائري ( الصحراء الشرقية ). وتعتبر الجزائر أن احتفاظ الجيش المغربي بالخطة العسكرية الهادفة الى التوغل حتى تندوف هو رسالة تهديد واضحة بأن الرباط لن تتساهل أمام أي عمل عدائي ينطلق من تحت المظلة الجزائرية.
4) سياسة شفير الهاوية هي رسالة الى الدول العظمى التي تعرف أن الحرب في شمال افريقيا ستهدد استقرار غرب المتوسط وتضر بمصالحها بشكل كبير. وهذا ما يدفع جنرالات الجزائر الى الى احكام السلسلة حول رقبة البوليساريو لمنعها من ارتكاب عمل أرعن ستدفع الجزائر والمنطقة والمصالح الدولية ثمنه.
لقد تغيرت المنطقة بشكل كبير وتغيرت معها قواعد الصراع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق