الأربعاء، 23 يناير 2013

كتاب "كرة القدم المغربية"، لصاحبه مولاي حسن حرمة الله



يمكن وصف كتاب "كرة القدم المغربية"، لصاحبه مولاي حسن حرمة الله السباعي، بأنه إدانة حقيقية وصارخة لرئيس الجامعة الملكية الجينرال السابق حسني بنسليمان، ومن اشتغلوا إلى جانبه طيلة 16 سنة، وأوشكوا على إيقاع اللعبة الأكثر شعبية بالمغرب في "السكتة القلبية".
لماذا هو إدانة للرجل ومن اشتغلوا معه؟
لأن الطبعة الأولى من الكتاب كانت رأت النور سنتين قبل مجيء بنسليمان ومن معه إلى الجامعة، (صدر الكتاب في عهد الكولونيل الحسين الزموري 1992 – 1994)، وكان يفترض في الجنيرال، بما أنه جاء من أجل الإصلاح والتغيير، أن ينتبه إلى الكنز الثمين الذي وضعه رهن إشارته مدير تقني وطني شاب وطموح، وهو ما حدث عكسه تماما.
مصادر قالت لـ"الجريدة الأولى" إن الجملة الفلسفية التي استهل بها حرمة الله كتابه، وتقول:"يوتوبيا اليوم هي حقيقة الغد"، كانت موجهة بالأساس إلى رجل من رجالات بنسليمان صده عن التغيير المنشود، وقال له بكل وقاحة:"واش نتا كايحساب ليك راسك فألمانيا؟"، ليصبح المدير التقني المرفوض هنا صانع مستقبل الكرة في قطر.
ما الكتاب؟
إنه عبارة عن بحث عميق جدا كان أنجزه حرمة الله في شقين، اهتم أولهما بتحليل وتشخيص واقع كرة القدم المغربية من خلال المعاينة، ليخلص إلى أن هرمها مقلوب، بفعل الاهتمام غير المنطقي بالفريق الأول، سواء في الأندية أو المنتخبات، وإهمال الفئات الصغرى، فيما اهتم الجزء الثاني بالحديث عن السياسة التقنية الوطنية التي ينبغي اتباعها من أجل الإصلاح، وتعتمد أساسا مفهوم الجهوية الموسعة، بحيث يصل المغرب في ظرف معين إلى وضعية أشبه ما تكون بوضعية البرازيل أو الأرجنتين، على اعتبار، والكلام لحرمة الله، أن المغربي يولد وفي دمه كرة القدم، ويكفي أن توفر له الظروف المناسبة من بنيات تحتية وهيكلية لتطوير موهبته.
وهل تعرفون من قدم للكتاب يا سادة؟
إنه وزير الشباب والرياضة حينها مولاي إدريس علوي مدغري. وقد وصفه بـ"الجريء"، وقال إنه بحث جاء في وقته ويعتبر غير مسبوق، بما أنه عرى واقع الكرة في المغرب واقترح الحلول الإصلاحية، وزاد:"ممارس، ومدرب، ومكون، السيد حرمة الله السباعي مولاي حسن كان في موقعه ليسهم في تنمية هذه الرياضة. مسيرته الطويلة في ملاعب كرة القدم، وعبوره من عدة هياكل، سواء في المغرب أو بالخارج، تعطيه الصلاحية باعتباره مدرسا لإنجاز حصيلة لكرة القدم المغربية. لقد توفر له ما يكفي من آليات وتجارب، سواء منها التقنية أو الثقافية، ليبني النظام الذي يرى أن من شأنه بعث هذه الرياضة".
لماذا لم يستفد الجينرال بنسليمان ومن معه من البحث؟
أحدهم قال في حديث سابق معه:"إنكم لا تعرفون بعض الأشياء التي لا يمكن قولها، والجامعة اتخذت الإجراءات التي كان عليها أن تتخذها في حينها". وهي الإجراءات التي وصلت بكرة القدم المغربية إلى حافة "السكتة القلبية"، ليتبين، يا للأسف، أن البحث المنجز سنة 1992 ما زال يصلح ليعمل به علي الفاسي الفهري ومن معه؛ أي بعد 17 سنة من العبث الذي ظل يزكيه رؤساء الفرق في الجموع العامة بالتصفيق، ويهلل له البعض في الصحف ووسائل الإعلام، ويقدمه هذا وذاك على أنه الفتح المبين.
من حقكم الآن أن تسألوا عن مناسبة الحديث كله. إنه صدور الطبعة الثانية من كتاب حرمة الله "كرة القدم المغربية"، وهي الطبعة التي قدمها، و"مجموعة إذاعات إم إف إم"، لكل من له صلة بالكرة، إسهاما منه في وضع النقط على الحروف، حتى لا تحدث الوفاة السريرية، ويصبح إكرام الكرة المغربية دفنها.
عفوا، بقي علي أن أرد على سؤال مهم:"من هو حرمة الله؟".
هو لاعب سابق لعدة فرق مغربية، بينها الوداد البيضاوي، وأيضا لعدة فرق فرنسية وبلجيكية بينها راسينغ كلوب دو لانس . درب فرقا في فرنسا، ثم جرب حظه في المغرب مع التبغ وشباب المحمدية والرجاء البيضاوي والأولمبيك (الحليب). حاز دبلومات كثيرة، بينها دكتوراه في العلوم الاقتصادية، ودبلوم مدرب من الدرجة الثالثة من الجامعة الألمانية (سنة 1988).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق